الأربعاء، 15 مايو 2013

المشكلات التي تواجه المعلمات وعلاجها من وجهة نظر إسلامية


المشكلات التي تواجه المعلمات
 وعلاجها من وجهة نظر إسلامية

إشراف سعادة الدكتور / عيد بن حجيج الجهني

المقدمة :-
إن من سمات العصر الذي نعيش فيه التغير السريع في مجالات الحياة المختلفة , والتطور المستمر , والتفكير في المستقبل , وكثرة ضغوط الحياة , وازدياد مطالب الحياة على كافة المستويات الاجتماعية والمادية والنفسية وغيرها, مما أدى إلى ظهور العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية .
ويتعرض الأفراد في حياتهم إلى العديد من المشكلات النفسية التي تفرض عليهم مطالب تكون مضادة لرغباتهم , والواقع يتطلب عملاً ومثابرة لإزالة هذه الضغوط وفهم المشكلات وتحقيق التوافق , وترجع المشكلات النفسية في المقام الأول إلى سوء توافق الفرد مع نفسه ومع بيئته , مما يسبب فشله في تحقيق أهدافه وإرضاء حاجاته النفسية والجسمية والاجتماعية , لذلك ترى الفرد إذا أثير لديه أي دافع أو برزت لديه حاجة , فإن من شأنه أن يقوم بنشاط فكري وعضلي لإرضاء تلك الحاجة أو الدافع المثار لديه لتحقيق الهدف , أما إذا فشل في تحقيق هدفه وإشباع دافعه وإرضاء حاجاته انتابه الشعور بالإحباط والتوتر النفسي, وبذلك يختل توازنه ويجد نفسه مضطراً إلى استخدام الحيل الدفاعية والعمليات العقلية لتخفيف القلق والتوتر , ومن وطأة الشعور بالإحباط والعجز والخيبة والنقص , الناتجة من فشله في تحقيق أهدافه. (عمر الشيباني , 1987 : 225–257 )*
والإنسان هو الثروة الأساسية للأمة ومن ثم فأن تنمية القدرة الخلاقة والمبدعة تصبح هي الهدف الأسمى لأي نظام تعليمي أِذا ما أردنا للمجتمع أن يرقي وينهض , وإذا ما قصدنا للأمة نماء اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا .
واهتمام المجتمع برعاية التلاميذ المبدعين يشكل أمرا مهما يتحدد في ضوئه معالم المجتمع ومستقبله , فالمبدعون هم الثروة الحقيقية للمجتمع , والمدرسة بحكم وظيفتها كمؤسسة تربوية لا تقتصر مسئوليتها علي أثراء الجانب العلمي للتلميذ بل يتعدى ذلك أِلي تكوينه اجتماعيا ونفسيا , وفي نفس الوقت توفير الظروف المناسبة لجميع التلاميذ وخاصة التلاميذ ذوي القدرات والإمكانات المميزة للتعرف عليهم , ولتنمية مهاراتهم وصقل تفوقهم وإثراء قدراتهم , ومن العوامل التي تساعد علي تحقيق ذلك توافر المعلم المؤهل القادر علي القيام بدوره كاملا في تنمية الإبداع لتلك الفئة من التلاميذ المبدعين . (روشكا , ترجمة /غسان أبو فخر, 1990).
ولذلك يحظى الإبداع في التعليم باهتمام واسع النطاق في الدول المتقدمة والنامية علي السواء لأنه يمثل أساسا من أسس التقدم الحضاري ويصنع الشخصية القادرة علي مواجهة تحديات المستقبل كما أنه يحارب التعليم المعتمد علي الحفظ والتلقين ويسمح للفرد بممارسة تفكيره المستقل والاستمتاع بتحقيق الذات والقدرة علي نقد الأفكار من خلال تكوين علاقات جديدة . ( محبات أبو عميره , 1999 )
ومهنة التعليم تعد من أهم المهن التي تمد المجتمع بالعناصر البشرية المؤهلة علمياً واجتماعياً وفنياً وأخلاقياً , ومعدة إعداداً جيداً على أسس وقواعد علمية جيدة , وبالرغم من ذلك فإن مهنة التعليم تعد من أكثر المهن التي تسبب توتراً نفسياً وقلقـاً وإجهـاداً عصبياً للمعلم بسبب المشكلات والصعوبات والضغوط التي يتعـرض لهـا في مهنته بـشكـل عام .
ويؤكد على ذلك شنايدر وزملاؤه على أن مهنة التعليم هي أم المهن , لأنها تسبق جميع المهن , كما أنها تعتبر المصدر الأساسي الذي يمد المهن الأخرى بالعناصر البشرية المؤهلة علمياً واجتماعيا وفنياً وأخلاقياً .
ويواجه المعلم أثناء عمله في مهنة التعليم الكثير من المشكلات التي تعكر صـفو حياته , وتفقده أحياناً الثقة بالنفس وتشعره بالتشاؤم والإحباط والكآبة واليأس وعدم قدرته على التصدي لها والنجاح في حلها , ومن المشكلات التي تواجه المعلمين في عملهم في مهنة التعليم الإحباط : وهو حالة إنفعالية يشعر بها الفرد عندما يجد حائلاً أو عائقاً يحول بينه وبين تحقيق أهدافه وحاجاته التي يسعى إليها .
وتشير دراسة , سعيد اليماني وخالد بوقحوص , 1996 , إلى وجود مشكلات قد تؤدي إلى شعور المعلمين والمعلمات بالإحباط أهمها ضآلة المكافآت والحوافز المالية , وقلة فرص الترقية , وعدم مناسبة القوانين لظروف المعلمين , وقلة الإمتيازات الخاصة بهم , وعدم وجود جمعية تمثلهم , وكثرة الحصص , وضعف دافعية التعلم .
( يزيد سورطي , 2000 : 215 – 218 )

ولعل من أبرز المشكلات النفسية للمعلمين القلق , الذي يعتبر من أهم الظواهر النفسية التي تؤثر على الفرد , وقد احتل القلق في الآونة الأخيرة مكان الصدارة بين المشكلات النفسية والاضطرابات إلى درجـة أن بعضهـم أطلق على هـذا العصر الـذي نعيـش فيـه عصر القلق .
وأظهرت الدراسات أن هناك 15% من أفراد المجتمع يعانون من القلق على مدار العام , ومن ناحية أخرى افترض بعض الباحثين أن القلق هو الاستجابة المبدئية لمواقف ضـاغطة , وأن تعقد الموقف يصل إلى درجة لا يمكن التحكم فيها.
( بدر الأنصاري , 2004 : 338 )

وتشير دراسة مارك ودينس , 1985 , إلى أن من أسباب قلق المعلمين من ذوي الخبرة في التدريس 5-15 سنة , في نقص الأجور , وتدنـي المكانـة الاجتماعيـة , وسوء العلاقة مع إدارة المدرسة .
وفي دراسة أخرى قام بها سليمان الخضري ومحمد سلامة , 1982 , توصلت إلى أن أهم المشكلات التي عبر عنها المعلمون والمعلمات بدولة قطر كانت تتعلق بالمعاناة من التعب , الإجهاد , الملل , الكآبة , الشعور بالقلق , وعدم الاستقرار , يليها الشكوى من قلة الأجور . ( صلاح مصطفى , 1988 : 8 – 10 )

ومن المشكلات التي تواجه المعلمين في مجال مهنة التعليم , الإنهاك والتعب , فقد أكدت دراسة قام بها مراد عبد الغفار , 1991 , إنتشار ظاهرة الإنهاك النفسي بين المعلمين والمعلمات بنسبة تتراوح ما بين 77% إلى 80% , وأن مصادر المشكلات والضغوط السائدة في مهنة التعليم تتركز في نوعية العلاقات الشخصية مع التلاميذ بالإضافة إلى علاقة المعلم بالمشرفين والزملاء . (عويد المشعان , 2000 :205 – 206)
مشكلة الدراسة :-
تتطلب العملية التعليمية أن يكون المعلم متزناً وقادراً على تحمل كافة المسئوليات التي تقع على عاتقه , وذلك باعتباره عنصراً من أهم العناصر البشرية في العملية التعليمية , الذي يقع عليه العبء الأكبر في تنشئة التلاميذ وتهيئتهم وإعدادهم للحياة , والمعلم لا يختلف عن بقية الأفراد الذين يشغلون مهناً أخرى ويتعرضون للعديد من المشكلات النفسية نتيجة للصعوبات والضغوط اليومية التي يتعرضون لها سواء داخل نطاق العمل أو خـارجه , مما يؤثر على تكيفهم الشخصي ويجعلهم يشعرون بالإحباط والقلق والتوتر وغيرها من المشاكل النفسية الأخرى .
ولقد أكدت العديد من الدراسات على وجود الكثير من الصعوبات والمشكلات النفسية التي يتعرض لها المعلمين أثناء تأدية أعمالهم , التي من بينها دراسة عن المعلمين أجريت على 300 معلم اتضح من خلالها أن أكثر من 20% من المعلمين والمعلمات كانت لديهم مشاكل وصعوبات لا يستطيعون حلها , وأن الكثير من المعلمين يشكون من مصاعب لا تمنعهم من العمل ولكنها تؤثر في تكيفهم الشخصي والانفعالي وراحتهم النفسية .
وقد أشار لايكوك بعد أن درس أثر شخصية المعلم على سلوك التلاميذ لاحظ أداء المعلمين في 157 غرفة صف دراسي تبين أن أثر شخصية المعلم السلبية تنعكس على صحة التلاميذ العقلية سلبياً ولها آثار سيئة . ( فاخر عاقل , 1971 : 616 – 619 )

وتشير دراسة قام بها تيشلر وبيل Tishler and Bill : 1989 , على عينة عشوائية تكونت من 196 معلماً ومعلمة في أمريكا أسفرت نتائجها على أن أكثر من ثلث المعلمين بالولاية يفكرون جدياً بترك مهنة التعليم , وتبين أن أهم أسباب ذلك هو مواجهتهم للمشكلات التالية : انخفاض الرواتب , التوتر والاحتراق النفسي , وظروف العمل السيئـة , ونقص الدعم من الإداريين والمجتمع , كما بينت الدراسة أيضاً أن المعلمين الذين يرغبون في ترك المهنة هم ناضجون وذوو خبرة كبيرة وتأهيل عال .
( يزيد سورطي , 2000 :220 )

وتشير دراسة رزق عبد السميع , 1990 , أن العلاقات النفسية الاجتماعية والمهنية بين المعلم وزملائه هي أكثر عوامل المناخ النفسي والاجتماعي ارتباطاً بالإنهاك النفسي للمعلم , وإن المعلمات أكثر شعوراً بالإنهاك النفسي من المعلمين .
( رزق عبد السميع , 1990 )
ومن المشكلات التي تواجه المعلم , ويحـدث عندما لا يسمح له بالمشاركة في صنع القرارات مما يؤدي إلى شعوره بالضغط النفسي وعدم الرضا الوظيفي , وتدني مستوى الإنتاج في العمل .
وأظهرت نتائج دراسة أسامة النجدي , 2005 , عن المعلمين , أن أكثر المصادر التي تشكل ضغطاً على المعلم , كانت الضيق المهني , ونقص الدافعية , وصعوبة إدارة الوقت وضواغط العبء المهني , كما أظهرت الدراسة أيضاً , وجود فروق دالة في الضغوط تعزى إلى متغير سنوات الخبرة . (أسامة النجدي , 2005 )

ويوضح عبد الرحمن الطريري , 1994 , أن مصادر الضغوط النفسية هي: المشكلات الذاتية للفرد وأهمها : المشكلات النفسية (الانفعالات) , المشكلات الاقتصادية , الضغوط الاجتماعية . (ناصر عبد الرشيد , 2001 : 3 )

وبينت دراسة سمير مغلي , 1997 , عن مصادر التوتر النفسي , لدى عينة مكونة من 452 من معلمي المدارس الإعدادية والثانوية في منطقة عمّان الكبرى بالأردن , أن أبرز مظاهر الضغط النفسي هو الإرهاق والتوتر والقلـق والعصبيـة الزائـدة والشعـور بالذنب.
( عبد محمد عساف , هدى عساف , 2007 : 137 )

وبعد عرض نتائج هذه الدراسات والأبحاث , التي تناولت مشكلات المعلمين , ومن خلال استطلاعات الباحث وحواره مع كثير من معلمي الثانويات التخصصية في المجتمع الليبي , وشكوى المعلمين من وجود الكثير من المشكلات التي تواجههم في مهنة التعليم التي عبروا عنها في صورة ضغوط ومشكلات نفسية , (وتوتر , وقلق , وإحباطات) في العمل كانت بسبب الإدارة المدرسية , والخلافات مع الزملاء , وارتفاع الكثافة الطلابية في الفصول الدراسية , ونقص الدافعية لدى الطلاب , وقلة متابعة أولياء الأمور للأبناء , مما يجعلهم يشعرون بضغوط الحياة , علاوة على ذلك تأخر صرف المرتبات , وانخفاض المكانة الاجتماعية للمعلم داخل المجتمع , وقلة اهتمام نقابة المعلمين بشؤونهم .
ونظراً لأهمية هذه العوامل النفسية كما عبر عنها المعلمون , ولما لها من انعكاسات على مهنة التعليم , وإحساساً من الباحث بأهمية هذه المشكلات باعتباره ممن يمتهنون هذه المهنة , فقد رأى ضرورة الاهتمام بها , ودراستها للتعرف على هذه المشكلات , ومدى حدتها وعمقها لدى هذه الفئة المهمة في المجتمع , وبيان مدى تباين درجة هذه المشكلات وحدتها في ضوء مجموعة من المتغيرات الديمغرافية وهي :- الجنس , الحالة الاجتماعيـة , التخصص العلمي , العمر , الخبرة , نوع المؤهل العلمي , نوع المؤهل التربوي , والتحقق عما إذا كانت هذه المتغيرات تلعب دوراً في إبراز وظهور بعض المشكلات النفسية موضوع الدراسة .
يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية في التساؤلات التالية :
ـ ما المشكلات النفسية التي تواجه معلمات المرحلة الابتدائية.
ـ ما المشكلات الاجتماعية التي تواجه معلمات المرحلة الابتدائية.
ـ ما المشكلات التعليمية التي تواجه معلمات المرحلة الابتدائية.
ـ ما الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلات من وجهة نظر اسلامية .
اهداف الدراسة
تتحدد أهداف الدراسة بالتالي :
ـ التعرف على المشكلات النفسية التي تواجه معلمات المرحلة الابتدائية.
ـ التعرف على المشكلات الاجتماعية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية .
ـ التعرف على المشكلات التعليمية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية .
ـ التعرف على الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلات
أهمية الدراسة :-
تبرز أهمية الدراسة في معرفة أهم المشكلات التي تواجه معلمات في مرحلة التعليم, والتي يتركز عليها مسار مرحلة التعليم الجـامعي , بمتابعة وتقييم وفهم الجوانب السلبية والإيجابية للعملية التعليمية , وما للمعلم من مشكلات ومواقف وصعوبات تواجهه في عمله .
وتكمن أهمية هذه الدراسة أيضاً في كونها تجرى على فئة مهمة في المجتمع , وهي فئة المعلمين الذين هم أساس العملية التعليمية , وأهم العناصر البشرية في العملية التعليمية في تربية الأجيال وتزويدهم بالمعارف والمهارات وإعدادهم .
كما تكمن أهمية الدراسة في الكشف والتعرف على الصعوبات والمشكلات النفسية التي تواجه المعلمين والمعلمات
وقد توفر نتائج هذه الدراسة للمسئولين عن التربية والتعليم والمهتمين بالعملية التعليمية فرصة وضع الحلول الخاصة بالمعلمين في المجتمع الليبي , ومعرفة نواحي القصور ومصادر المشكلات مما يساعد في صياغة الحلول المناسبة .
أما من الناحية العملية , فيمكن الاستفادة من الأدوات المعدة باستخدامها من قبل الباحثين في المجال مستقبلاً , كما داخل حجرات الدراسة أهمية كبرى ولكن حجرة الدراسة ليست منفصلة عما عداها ,بل أن السياسة التعليمية هى العنصر المهم لما يقدم فيها سواء فى شكل مقررات دراسية أو أنشطة , ثم أن المقرارات و الأنشطة تكتسب معناها من الطريقة التى يقدمها بها المعلم فى الفصل والتى تتداخل فيها المؤثرات الإدارية للمدرسة , وطبيعة التلميذ و نظرة لذاته و لمهنته وأسلوبه فى أِقامة العلاقات الاجتماعية , جميع هذه العوامل وغيرها تمثل الوسط الذى يتشكل من خلاله الإبداع .
وأِن الحالة الدراسية: الإبداع لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية داخل حجرات الدراسة لا تشتق فقط من مميزات التعلم بالطريقة الإبداعية ومن الآثار المترتبة عليها و مما بينته الدراسات من إهمال استخدام بعض قدرات التلاميذ , بل تنبع أيضا من طبيعة العصر الذى نعيش فيه , فنحن نعيش فى عالم دائم التغير , يتميز بالانفجار المعرفي و الزيادة السكانية و بسرعة التغير الثقافي , وأن أعداد تلاميذ المرحلة الابتدائية لمواجهة ما سيلقونه فى المستقبل المتغير الغامض لا يكون بتزويدهم بأكبر كمية من المعلومات والمعارف أو بتسهيل أسلوب حياتهم , بل يكون بإطلاق إمكانياتهم مما يساعدهم على مواجهة تحديات المستقبل الغامضة , ولا يتم ذلك ألا بالاهتمام بمعرفة المشكلات و المعوقات التي تواجه المعلمة والعملية التعليمية هي المسئول عن أثمن ثروة يملكها المجتمع
حدود الدراسة :
يقتصر هذا البحث على دراسة المشكلات التي تواجه المعلمات ويركز الباحث على المشكلات النفسية والاجتماعية والتعليمية وعلاجها من وجهة نظر اسلاميه.
مصطلحات الدراسة :
المشكلة :-
هي الصعوبات والمعوقات التي تواجه الإنسان وتحول دون تحقيق أهدافه التـي يسعى إلى تحقيقها .
وتعرف المشكلة عند جيتس , بأنها عجز الفرد عن بلوغ هدف محدد أمامه بأنماط السلوك المألوفة لديه . ( هشام عليان , صالح هندي , تيسير الكوفحي , 1987 : 181 )
وتعرف المشكلة التي تواجه المعلم بأنها " هي صعوبة أو عائق يعوق المعلم لتحقيق أهداف التربية أو تؤثر في نشاطه التربوي " .
( عبد الكريم القنوني , 1996 : 8 )
المشكلات النفسية :-
وتعني المشكلات النفسية بوجه عام هي صعوبات في علاقات الشخص بغيره , أو في إدراكه عن العالم الذي حوله , أو في اتجاهاته نحو ذاته وتتصف المشكلات النفسية بوجود مشاعر القلق والتوتر لدى الفرد وعدم رضائه عن سلوكه الخاص , وعدم الكفاءة في الوصول إلى الأهداف المرغوبة , أو عدم القدرة على الأداء الفعال في المجالات النفسية .
( محمد الشناوي , 1996 : 139 ).
منهج الدراسة :
يستخدم الباحث النهج الوصفي الذي يقوم على وصف وتفسير البحث وإظهار المشكلات التي تواجه المعلمات مع بيان حلول واقتراحات للحد من ذلك
الدراسات السابقة :
. دراسة عبد الكريم محمد القنوني , (1996) , وعنوانها :
" أهم المشكلات المهنية التي تواجه مدرسي ومدرسات المرحلة الثانوية العامة " .
هدفت الدراسة إلى التعرف على أهم المشكلات التي تواجه المدرسين والمدرسات بالمرحلة الثانوية العامة أثناء الخدمة , فتكونت عينة الدراسة من 451 مدرساً ومدرســةً , واستخــدم البــاحث استبيــان تــم إعداده وتقنينـه على دولــة قطر مـن قبل , جابر عبد الحميد , وزميله , 1985ف مستخدماً الأساليب الإحصائية منها : النسب المئوية ومعادلة الوسط المرجح ومعادلة سبيرمان براون , كما تم استخدام معادلة مربع كاي , وأسفرت النتائج عن الآتي : غياب الحوافز المعنوية للمدرسين المـبدعين , تدني مستوى التحصيل الدراسي , إهمال الطلبة لواجباتهم , كثرة غياب الطلبة , عدم إلتزام الطلبة باللوائح المدرسية , إزدحام الصفوف بالطلبة , عدم تعاون المدرسين والمدرسات في خدمة أهداف المدرسة , عدم تعاون أولياء أمور الطلبة مع المدرسة , تهاون إدارة المدرسة إزاء الغش في الإمتحانات , ضعف النظام المدرسي , تأخر المرتبات , عدم تجاوب إدارة المدرسة مع المدرسين ومقترحاتهم .
( عبد الكريم القنوني , 1996 )
2) دراسة عبد الناصر الفائدي , ( 2000 ) وعنوانها :-
" الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والوظيفية للمعلم الليبي وعلاقتها بالرضا الوظيفي " .
وهدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة الرضا الوظيفي لدى معلمي ومعلمات هذه المرحلة ، والتعرف على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والوظيفية للمعلمين , وتم اختيار العينة من معلمي ومعلمات هذه المرحلة حيث بلغ حجمها 238 معلماً ومعلمة , وفيما يتعلق بأدوات جمع البيانات فقد تم الاستعانة بمقياس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والوظيفية ومقياس الرضا الوظيفي المعد من قبل سميث وزملاءها 1969 , كما استخدم :- معامل ارتباط بيرسون ، واختبار ت وتحليل التباين الأحادي , وأسفرت النتائج عن الآتي :- ليس هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين في متغير الرضا الوظيفي ، تعود إلى الجنس والحالة الاجتماعية والخبرة والراتب والوضع الاجتماعي والاقتصادي والوظيفي , غير أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية بين المعلمين في متغير الرضا الوظيفي تعود إلى متغير العمر , ارتفاع نسبة الرضا عن العمل ، وعدم الرضا عن الرواتب , وشعور معلمي ومعلمات هذه المرحلة بضعف التقدير والاحترام من قبل المجتمع لمهنتهم , ولم يوفق 73 % مـن المبـحوثين عـلى أن يكون أولادهم فـي نـفس مهنتهم مستقبلاً . ( عبد الناصر الفائدي ، 2000 )
3 ) دراسة ماجدة حشاد , ( 2004
" مصادر الضغوط في مهنة التدريس وفقاً لبعض المتغيرات الديمغرافية "
وقد أجريت الدراسة على عينة مـن معلمي ومعلمات مرحلة التعليم بثانويات مدينة بنغازي , واستهدفت هذه الدراسة معرفة مستوى الاستجابة كدرجة كلية لمصادر الضغوط التي يمكن أن تواجه العينة من المعلمين والمعلمات أثناء قيامهم بعملهم ، وكذلك معرفة الأهمية النسبية لهذه المصادر ، وفق درجة شدتها وترتيب متوسطها , كما هدفت الدراسة إلى معرفة الفروق في الاستجابة لهذه المصادر في ضوء متغيرات :- النوع والحالة الاجتماعية والمؤهل العلمي والتخصص والعمر والخبرة , وتكونت عينة الدراسة من 280 مبحوثاً منهم 91 معلماً و 189 معلمة , وتمثلت أداة الدراسة في استبانة مصادر ضغوط المعلم في مهنة التدريس التي أعدها المساعيد 1993 , وأظهرت نتائج الدراسة أن استجابة العينة لمصادر الضغوط كانت مرتفعة كما أظهرت النتائج عدم وجود فرق دالة إحصائياً في متغيري النوع والحالة الاجتماعية , بينما أظهرت النتائج وجود فرق دال في متغير المؤهل العلمي لصالح حملة الدبلوم العالي مقارنة بالمتخصصين في العلوم الاجتماعية , ووفقاً لفئات العمر وفئات الخبرة فأظهرت النتائج عدم وجود فروق إحصائية بين أفراد العينة باختلاف فئات أعمارهم وفئات خبرتهم .
ماجدة حشاد ، 2004
4 ) دراسة محمد جاسم ولي ، عريبي الشيباني حميد , ( 2006 ) :-
" دراسة اتجاهات معلمي العلوم الطبيعية بالمرحلة الإعدادية وعلاقتها بالمشكلات النفسية والعلمية بمنطقة الجبل الغربي بالجماهيرية العظمى "
هدفت الدراسة إلى التعرف على اتجاهات معلمي ومعلمات العلوم في المرحلة الإعدادية نحو تدريس العلوم في ضوء بعض المتغيرات وهي : الجنس , الخبرة , الالتحاق بالدورات , المؤهل العلمي , نوع المشكلات التي تواجههم , وتكون مجتمع الدراسة من معلمي العلوم ذكور وإناث العاملين بالمدارس الإعدادية التابعة للجبل الغربي ويبلغ العدد الكلي لهؤلاء 106 معلماً ومعلمة , أما عينة البحث النهائية فشملت 71 فرداً منهم 54 معلماً 17 معلمة ،تم اختيارهم بطريقة عشوائية , واسفرت النتائج إلى أن المعلمين – ذكور أو إناث – الذين لديهم سنوات خبرة كبيرة ، ومتوسطة ، كانت النتائج لديهم اتجاهات ايجابية نحو تدريس العلوم أقوى منها مما لدى أقرانهم قليلي الخبرة , أما بالنسبة للفروق ذات الدلالة بين شيوع المشكلات لدى المعلمين و لدى المعلمات ، فإن المعلمات لديهن مشكلات معيقة لتدريس العلوم 17 مشكلة أكثر مما لدى المعلمين 13 مشكلة ولكن هناك بعض المشكلات لدى المعلمات أعلى منها لدى المعلمين بفروق ذات دلالة إحصائية , وهي مشكلات تعود إلى نظرة التلاميذ والإدارة والمعلمات أنفسهن أكثر مما تعود إلى قدرة أو كفاءة المعلمة .
محمد ولي ، عريبي حميد
التعليق على الدراسات السابقة :
تجلت الإفادة من الدراسات السابقة بشكل واضح من خلال إطلاع الباحث على هذه الدراسات ، إذ وجد أمامه الطريق المنهجي في البحث واضحاً وبشكل علمي وعملي ، من حيث تحديد المشكلة ، واختيار منهج البحث المناسب ،
تصنيف المشكلات :
تتنوع وتختلف المشكلات في حدتها وخطورتها عند الأفراد , حسب الحاجات والأهداف والظروف والبيئة والمكان , فقد تكون المشكلة عادية أو حادة تسبب للفرد انزعاجا , ويشير محمد العبيدي , 2001 إلى أن هناك نوعين من المشكلات , مشكلة عادية وهي تلك المشكلة التي تسبب للفرد إزعاجاً , ومشكلة حادة وهي تلك المشكلة التي تكون من أشد المشكلات إزعاجاً للفرد من بين مشكلاته العادية .
(محمد العبيدي , 2001 . 254 )
وهناك من قسم المشكلات إلى نوعين من حيث طبيعة الحل وهي :-
أ- مشكلات مغلقة :-
وهي تشمل كل ما يلزم للحل, ويكون لها جواب محدد ومعلوم , أي أن المعلومات المطلوبة للحل موجودة , وهذا النوع من المشكلات محدد يمكن حله بالتعرف على المطلوب من المشكلة أولاً أي تحديد الهدف .
ب- مشكلات مفتوحة :-
وهي التي لا يعرف لها حلاً وجواباً محدداً بالضبط وتنقصها المعلومات والمعطيات . ( سناء سليمان , 2006 , 24 )
إن المشكلات التي تواجه الإنسان عموماً , والمعلم على وجه الخصوص قد تكون مشكلات شخصية تؤدي إلى سوء التكيف وتؤثر عليه من الناحية النفسية , أو مشكلات نفسية تؤثر عليه من الناحية الشخصية والاجتماعية والمهنية .
وفي دراسة قام بها مصري حنورة 1988 لأهم مشكلات طلبة جامعة الكويت جاء ترتيب مشكلات الذكور كالتالي : مشكلات التوظيف ثم المشكلات النفسية كالتوتر والقلق , ثم المشكلات الدراسية , يليها المشكلات الاقتصادية , أما مشكلات الإناث كالتالي: المشكلات النفسية ثم المشكلات الاجتماعية , ثم يليها المشكلات الدراسية , ثم مشكلات وقت الفراغ . (عبد اللطيف خليفة, شعبان رضوان , إبراهيم عبد الحميد, 2007: 10–11)
ويمكن أن تصنف المشكلات التي يعانـي منها المعلمين بنـاءً عـلى المصدر الناتجـة عنه إلى :-
مشكلات شخصية :-
وهي مشكلات تتعلق بالفرد شخصياً حيث يشعر بوجود عائق يعترض طريقه في الوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه .
" وتعتبر المشكلات الشخصية أمراً غير محبب للنفس , لأنها تُشْعِر الإنسان بالتغيير المفاجئ وبعدم الاستقرار والإرتباك والقلق , وربما اتخاذ القرارات المتسرعة والإرتجالية التي تزيد الأمر سوءً " . ( سناء سليمان , 2006 : 17 )
وتتمثل المشكلات الشخصية في المعوقات التي يعاني منها المعلم , مثل : سوء المناخ النفسي للمعلم , والضغوط النفسية ونقص الاستقرار النفسي , والإمكانيات المادية , وكثرة الضغوط المادية والمعنوية , ومعوقات النمو العلمي والتقدم والرقي .
( جلال سرى , 1992 : 169 )
" وقد تكون المشكلات الشخصية ناشئة عن الضغوط الاجتماعية في بعض الأحيان , أو أمراض عضوية , أو نقص في الموارد المالية , بما تحول عن تحقيق الأهداف الشخصية للفرد التي يسعى إلى تحقيقها , وتبدو الحاجة لدى الفرد إلى وجود من يساعده في التغلب عليها للوصول إلى حلول مناسبة .
( انتصار الصبان , 1999 : 215 )
مشكلات اجتماعية:-
وتعني المشكلة الاجتماعية أي موقف أو وضع اجتماعي ينشأ من طبيعة الواقع الاجتماعي أو اضطرابات في العلاقات الإنسانية , وتختلف المشكلات الاجتماعية باختلاف المجتمعات والعصور واختلاف الأفراد في المجتمع الواحد , وما يعتبر مشكلة في مجتمع قد لا تكون كذلك في مجتمع آخر , وتنشأ المشكلات الاجتماعية نتيجة التفاعل مع البيئة والوسط الاجتماعي بين الأفراد , ولا يخلو أي مجتمع من المشكلات الاجتماعية , ويمكن تقسيم المشكلات الاجتماعية حسب خطورتها وحدتها إلى مشكلات تتعلق بالفرد نفسه ومشكلات تتعلق بالأسرة , ومشكلات تتعلق بالمجتمع , وأن أسباب المشكلات الاجتماعية لا يمكن حصرها جميعاً , وترجع غالباً نتيجتها إلى صعوبة تكيف الأفراد مع المجتمع , وضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمـع , وعـدم التـوافق بين الأفـراد داخـل المجتمع .
يعرف سعد المغربي , سيد الليثي , 1967 , المشكلات الاجتماعية بأنها : ( عبارة عن نواحي من حياة الأفراد الاجتماعية , تأتي في تباين وتضاد , وبالصورة التي يتعارف عليها الناس , أو بأشكال ضارة من السلوك المنحرف والعلاقات الاجتماعية الشاذة التي تضم عدداً كبيراً من أفراد المجتمع ) .
وتعرف المشكلة الاجتماعية بعناصر الظروف غير المرغوب فيها , وفيما يرى المجتمع أن الظروف الاجتماعية تحتاج إلى حل وتغيير , فإنه هو الذي يحدد هذه الظروف. ( حسن محمد , 1999 : 31 – 32 )
وقد أجرى كل من مايز وماكوناثا , 1982: Mayes & Mcconatha , دراسة كشفت عن أن أهم مشكلة واجهت طلبة الجامعة هي صعوبة التوافق مع الدراسة , ثم مشكلات ذات الصلة بالعلاقات الاجتماعية والشخصية .
(عبد اللطيف خليفة, شعبان رضوان , إبراهيم عبد الحميد, 2007: 14)
وهكذا فإن المشكلات الاجتماعية هي تلك الصعوبات ومظاهر الانحراف والشذوذ في السلوك الاجتماعي , ومظاهر سوء التكيف الاجتماعي التي يتعرض لها الفرد, والتي قد تقلل من فاعليته وكفايته الاجتماعية , وتُحِدُّ من قدرته في إقامة علاقات اجتماعية ناجحة وسليمة مع الآخرين .
أما المشكلات النفسية فإنها هي الأخرى تحد من كفاية الفرد الاجتماعية , ولعل أكثر المشكلات ارتباطاً بالمشكلات الاجتماعية هي المشكلات النفسية , وذلك نتيجة للعلاقات الوثيقة بين سوء التكيف النفسي والانحراف النفسي , وبين سوء التكيف الاجتماعي والانحراف الاجتماعي , فكثير من الانحرافات الاجتماعية تعد تعبيراً عن مشاعر الفشل واليأس وسوء التكيف النفسي , وهروباً نفسياً من الواقع المؤلم الذي يعيش فيه الإنسان .
(عمر الشيباني , 1973 : 320 - 323)
مشكلات تعليمية :-
هي مشكلات تعيق العملية التعليمية وتحول دون تحقيق الأهداف التعليمية , وتؤثر تأثيراً سلبياً عليها , ويعرفها الآغا وأبو تيم , 1987 , بانها : " معوقات تحول دون تحقيق أهداف التدريس على الوجه المطلوب , وتتصل هذه المعوقات بعنصر أو أكثر من عناصر العملية التعليمية وهي المتعلم , المعلم , المنهج , الإمكانات والبيئة , والإدارة " .
(محمد ولي , عريبي حميد , 2006 :97 )
مشكلات مهنية :-
وتعني المشكلات المهنية كل ما يواجه الفرد أو العامل , ويتعرض له من صعوبات في مهنته , وتسبب صعوبة له , ومن الدراسات التي تناولت المشكلات المهنية للمعلم , دراسة هاود وشميدت 1987:Hawd & Schmidt , وكان من نتائجها وجود مشكلة عدم الضبط والنظام وكثرة الأعمال الكتابية , وكثرة الأعمال المطلوبة لإعداد الدروس , وفي دراسة أخرى قام به فنمان , 1988 : Vennman , أوضحت أن عامل قلة الإمكانات في المدارس يعد من أهم العوامل المسؤولة عن شعور المعلم بالإحباط وعدم رضاه الوظيفي.
(شاكر أحمد , همام زيدان ,1994 : 7 )
مشكلات اقتصادية :-
تعتبر المشكلات الاقتصادية من أهم المشكلات التي تواجه الأفراد ومنهم المعلمين , وهي مشكلات ترتبط بالدخل والمستوى الاقتصادي للأسرة , والحاجات , كالحاجة للملبـس , والمأكل والمسكن , ومن أهم المشكلات الإحساس بتدني الرواتب التي لا تسد ولا تشبع حاجات الأسرة ومتطلبات الحياة , مما يؤثر ذلك سلباً من الناحية النفسية , وتشعرهم بعدم الراحة والاستقرار لعدم سد حاجاتهم ومتطلباتهم .
مشكلات نفسية :-
وهي كل ما يتعرض له المعلم ويواجهه في الحياة من صعوبات ومعوقات وضغوط تؤثر على توافقه مع نفسه ومع مجتمعه مما يؤثر على حياته .
وهي أيضاً الصعوبات والتوترات النفسية التي تواجه الأفراد في علاقاتهم الاجتماعية والمهنية والشخصية .
إن شعور الفرد بالضيق لعدم قدرته على التخلص من معوقات شخصية أو بيئية تحول دون تحقيق حاجة لديه يسعى إلى تحقيقها . ( حسن عبد المعطي , 2001 , 13 )
وتعتبر المشكلات النفسية من أهم المشكلات التي نتجت عن ابتعاد التربية في المجتمعات الإسلامية عن المنهج التربوي الإسلامي , مما ترتب عليه شعور الفرد بالقلق والتوتر والإحباط الدائم وعدم الشعور بالرضا والسعادة. (سناء سليمان , 2006: 40–41)
ومن أهم هذه المشكلات النفسية سوء التوافق النفسي وحدة الانفعالات والغيرة والنسيان المفرط والعناد وعدم تقبل النقد من الآخرين .
( سعدون الحلبوسي , عبد الأمير الشمسي , وهيب الكبيسي , 2002 : 189 )
وفي دراسة أجراها هيبنر , 1988 : Heppner , على 633 طالباً وطالبة , أوضحت النتائج أن المشكلات الأكثر تكراراً هي المشكلات الأكاديمية وضيق الوقت , ومشكلات متعلقة بالمهارات الدراسية لدى التلاميذ إلى جانب المشكلات النفسية .
(عبد اللطيف خليفة, شعبان رضوان , إبراهيم عبد الحميد, 2007: 15 )
وتعني المشكلة النفسية " عدم التوافق أو التكامل والاضطراب بين الوظائف النفسية المختلفة , وعدم قدرة الفرد على مواجهة الأزمات النفسية والصعوبات والمعوقات التي تطرأ عليه " . ( عبد العزيز القوصي , 1992 : 6 )
المـعـلـمــون :-
المعلم هو حجر الزاوية والعنصر الأساسي في العملية التعليمية , وهو الأداة الرئيسية التي تحقق بها أغراض وأهداف العملية التعليمية , فللمعلم الدور الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية , وهو شخص مدرب , ومؤهل تأهيلاً تربوياً وعلمياً , بحيث يستطيع توجيه معطيات الموقف التعليمي توجيهاً منظماً وايجابياً , لذلك يشترط في المعلم توافر قدر من الخصائص الشخصية والجسمية والعقلية والانفعالية والاجتمـاعيـة إلـى جانـب مهارات مهنية .
وفيما يلي عرضاً لبعض الخصائص التي ينبغي أن تتوافر في المعلم الكفؤ :-
أ- الخصائص العامة واللازمة للمعلم :-
ومن الخصائص التي ينبغي أن تتوفر في المعلم الناجح ما يلي :-
1. الخصائص الجسمية : خلو المعلم من الأمراض المعدية , وتمتعه بالصحة العامة وسلامة حواسه , والمظهر اللائق في شخصيته بصورة عامة .
2. الخصائص العقلية : أن يكون على درجة كافية من الذكاء وقدرة على التأمل والإبداع والتحليل والتفكير, والتزود بالمعلومات المستمرة , والمرونة في التفكير.
3. خصائص معرفية : أن يكون ملماً بالمادة الدراسية التي يقوم بتدريسها , ومعرفة الدوافع التي تؤثر في درجة إقبال تلاميذه على التعلم والإندماج .
4. خصائص مهنية : استخدام الوسائل التعليمية , واختيار الطرق الحديثة والمناسبة في التدريس لتحقيق أهداف العملية التعليمية .
5. خصائص إنفعالية : أن يكون شخصاً متزناً في سلوكه , بعيداً عن التهور , وأن يتريث في أحكامه . ( ربيعة عبد القوي , 1998 : 65 – 66 )
وبيّن كاتل , Cattell , عن طريق الاستفتاء خصائص المعلم الناجح لعينة بلغت 208 فرداً من المعلمين والموجهين ومدراء المدارس , وتوصل إلى ترتيب 22 فئة من الخصائص وهي :- العـزيمة , المشـاركة الوجدانية , الذكـاء , اتساع الأفق , الإحساس بالمفارقات , الثقافـة العـامة , النظـام , الصـداقة , مـعرفة المادة العلمية , التحمس والطـموح , الميول الخارجية , المعرفة بالعلوم النفسية والتربوية , الصحة الجسمية , المظهر والصوت , طريقة العمل في الفصل , الذهن المتيقظ , المثابرة والعمل المستمر , الطبع الجيد , ضبط النفس , الشجاعة , المحافظة , احترام التقاليد .
( عبد الرحمن الأزرق , 2000 : 101 )
ب- الطاقة النفسية للمعلم :-
إن طاقة المعلم النفسية وقدرته على القيام بالتدريس والتعليم هي شديدة الأهمية , فاتزان المعلم النفسي , وخلوه من المشاكل والاضطرابات والصراعات النفسية الشديدة , وتحرره من القلق , يحفظ له طاقته النفسية التي يحتاج إليها في القيام بالتدريس والتعليم , وإن ثقته بنفسه وذكائه الاجتـماعي , وميله المعتدل للانبسـاط دون الإنـطواء يـدعم قدراته وكفاءته في مهنته . ( فرج طه , 1986 : 92 )
إن المشكلات والاضطرابات النفسية التي تثير القلق للمعلم , سببها عادة عدم إشباع حاجاته مما يولد لديه صراعاً نفسياً .
وفي هذا الخصوص يشير زكي هاشم , 1980 , إلى أن عدم الشعور بالأمان الوظيفي للمعلم يثير قلقه , وعدم تحقيق الأهداف التي يسعى إليها يشعره بالإحباط , وإن مظاهر الإنفعالات من خوف وقلق واضطراب وغضب تعد إجهاداً نفسياً , تضعف من الكفايات الإنتاجية للمعلمين , وعدم إشباع حاجاتهم يولد لديهم صراعاً نفسياً يؤثر على توازنهم المعنوي والنفسي . ( الحسن المغيدي , 2000 : 18 )
ج- الإتزان النفسي للمعلم :-
ينبغي ان يتصف المعلم الناجح على المستوى النفسي بالنضج الوجداني والإتزان الإنفعالي , بحيث يكون متزناً في ردود أفعاله , بعيداً عن التهور والعصبية , أو غير ذلك من الإنفعالات غير الناضجة . ( أيمن أبو الروس , 1992 : 8 )
والإتزان الإنفعالي هو الحالة التي يستطيع فيـها الفـرد إدراك الـجوانب المختلفة للمواقف التي يواجهها .
وإن على المجتمع أن يفعل الكثير من أجل المعلم , بإشعاره بقيمته الإنسانية , ومكانته الاجتماعية , واحترامه وتقديره .
المشكلات التي تواجه المعلمين في مجال التعليم :-
قلة وجود الحوافز التي تشجع على العمل , وبذل الجهد والعطاء , وقلة توفر الوسائل التعليمية الحديثة لمواكبة التطور ,البعد وعدم توفير المتطلبات الرئيسيه للمعلمات ويلعب المعلم دوراً كبيراً في عملية التعليم والتعلم , ولا يقتصر دوره على العملية التربوية , فقط وإنما إلى عمليات التنشئة الاجتماعية , وتأتي هنا أهمية المعلم فـي المجتمع , وتبرز العناية به وتقديره كإنسان وكمواطن وكمهني بالدرجة الأولى .
( محمد الترتوري , محمد القضاة , 2006 : 49 )
وتهيئ الظروف المحيطة بالعملية التعليمية توفير الفرص التي تساعد على عملية التعلم واستمرار التدريس الفعال .
ونظراً لما لمهنة التعليم من أهمية كبرى بالنسبة للفرد والمجتمع , ونظراً لما لديها من أهداف تسعى إلى تحقيقها , فإن القائمين على مهنة التعليم يواجهون الكثير من الصعوبات دون تحقيق أهدافهم .
وقد تناولت الدراسات والأبحاث عدداً كبيراً من المشكلات التي تواجه مهنة التعليم والقائمين عليه , وبخاصة المعلمين , وتتمثل هذه المشكلات التي تواجه المعلمين , سوء العلاقة مع أولياء الأمور , وغياب الوسائل , وكثرة الحصص , وقلة الدورات , وقلة التعاون مع الزملاء , وقلة وجود حوافز تشجيعية , , وبُعد المسافة بين المدرسة ومكان السكن , وقلة توفير مساكن خاصة للمعلمين , وتدني النظرة الاجتماعية للمهنة ومكانة المعلم في المجتمع , كل هذه المشكلات ترتبط بالقائمين بمهنة التعليم وتؤثر عليهم سلباً.
وهناك العديد من المشكلات التي تواجه المعلمين عموماً منها مشكلات مهنية اجتماعية ومشكلات مع زملاء العمل ومع الطلبة وأولياء الأمور ومع الإدارة المدرسية وفيما يلي بيان ذلك :-
- مشكلات مهنية إجتماعية :-
إن مهنة التعليم مهنة تتطلب ممن يمارسها الإعداد التربوي والنفسي الجيد , فالمعلم في حاجة إلى الإعداد والتأهيل التربوي والمهني والنفسي , حتى يتمكن من أداء عمله كمعلم يقوم بتعليم التلاميذ , ويكون قادراً على مواجهة الكثير من المشكلات والعقبات والصعوبات التي تواجهه .
وباعتبار أن الإعداد والتأهيل عامل ضروري في العملية التعليمية , وإن الهدف الرئيسي من مهنة التعليم هو إعداد النشئ وتكوين الإنسان تكويناً فكرياً ونفسياً وعقلياً , تعد مهنة التعليم من أصعب المهن وأكثرها أهمية .
والمعلم بشر ومن الصعوبة أن يفصل الإنسان بين همومه ومشاكله وعمله فصلاً تـاماً , ولابد أن تنعكس همومه ومشاكله اليومية على نفسيته , فالمعلم إنسان له أسرة يعاني كما يعاني الناس من الحاجة والعوز أحياناً . ( فؤاد أبو الهيجاء , 1995 : 219)
وإن من أهم هموم المعلمين ومشاكلهم ومعاناتهم , وحالة المعلم في تردي دائم , هو ما يتقاضاه المعلم من راتب لا يتناسب مع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار , وعدم كفاية المرتب لسد الحاجات ومتطلبات الحياة , ومن معاناته أيضاً المشاكل التي تتعلق بالطلبة , وكثرة الطلبة في الصف , وعدم دافعيتهم للتعلم , وإهمال الواجبات المدرسية , وكثرة الطلبة المشاغبين , ما يؤدي إلى تـردي حالة المعلم النفسيـة , وبـالتـالي ينعـكس ذلك على أدائه وهيبته .
وتتمثل هذه المشاكل في حالته المادية ومرتبه ودرجته , وبالإنتقالات والاستقرار , وصحته العقلية والبدنية , والنفسية , والمسكن , والمكانة الاجتماعية , وعطلاته السنوية , وتمضية وقت فراغه , وهواياته الشخصية , وبالتالي كل هذه المشاكل يجب معرفتها والتغلب عليها ومعالجتها , حتى تُحلَّ وتزُول العقبات والصعوبات التي تؤثر في نشاط وعمل المعلم . ( محمد الشبيني , 1958 : 44 )
وأوضحت نتائج دراسة كمال دوني , 1984 , أن سوء ضغوط العمل في كثير من المدارس العربية أدى إلى تدني الأجور والحوافز المادية , وشعور المعلم بأنه لا يتمتع بالمكانة الاجتماعية اللائقة من العوامل التي تدفع المعلمين إلى العزوف عن مهنة التعليم .
( عبد الرحمن المحبوب , 1994 : 147 )
وقد أكدت نتائج دراسة أوانبور 1996 : Awandor , سلبية الاتجاهات نحو مهنـة التدريـس لـدى المعلـمين ناتجة سلبيـة عـن شعورهم بقلة الأجور وتـدني احترام المهنة اجتماعياً . ( حسين الشرعة , جمال الباكر , 2000 : 162 )
وفي دراسة لوريت , 1975 , التي سأل فيها المعلمين عن المكافأة المرتبطة بالتعليم فكانت إجابات المعلمين بأن المكافآت النفسية هي المصدر الرئيسي للرضا عن العمل .
( محمد الترتوري , محمد القضاة , 2006 : 73 )
وقد أشارت بعض البحوث والدراسات عن أهم الأسباب التي تجعل المعلمين يتركون مدارسهم , ومن هذه الدراسات دراسة ران وايرفت , 1995 : Rane & Ervit , والتي أوضحت أن المعلمين يواجهون بعض المشاكل والضغوط المدرسية التي كانت سبباً في تركهم لمهنة التعليم , ومن أهمها , عدم كفاية الراتب , المكانة الاجتماعية المنخفضة , العبء الدراسي , عدم التوافق مع الإدارة المدرسية . ( الحسن المغيدي , 2000 : 15 )
ومن الأسباب الشخصية التي تؤدي إلى تقاعد المعلمين مبكراً , التي أشارت إليها , دينهام , 1992 : Dinham , من خلال إجراء مقابلات شخصية على عينة من المعلين , من الذين أحيلوا على التقاعد من المدارس هي : قلة فرص الترقي , وتدني الرواتب والحوافز , إضافة إلى الاتجاه السلبي نحو مهنة التدريس .
وتشير نتائج دراسة ، عبد الرحيم عبد الله ، عمر بكيش , 1984 , عن المكانة الاجتماعية للمعلم في الكويت وعن تدني رواتبهم ، ورغبة الكثير منهم ونسبة من المعلمات في البحث عن عمل إضافي بعد الدوام في المدرسة لسد متطلبات الحياة اليومية المتزايدة ، وعدم رضا نسبة كبيرة من المعلمين عن مكانة المعلم الاجتماعية داخل المجتمع .
( عبد الرحمن المحبوب ، 1994 : 247 – 248 )
وتضيف دراسة سعيد إسماعيل على , 1979 , والتي اهتمت بدراسة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمعلمين العرب , أن هناك :- سوء التقدير الاجتماعي للمعلمين , إضافة إلى سوء التنظيم النقابي ونوع الخدمات التي يقدمها , وقلة خدمات النقابة المقدمة للمعلمين , وقلة الاهتمام بشؤون المعلمين .(كميل غبرس , نبيل خليل , : 199110-11 )

وفي دراسة لسليمان الخضري , الشيخ محمد سلامة , 1980, عن المعلمين أظهرت أحد نتائجها أن أكثر المشكـلات التـي عبـر عنـها المعلـمـون وكانت سبباً في معاناتهم هي التـعب والإجهاد والملل . ( عبد الناصر الفائدي , 2000 : 74 )
مشكلات تواجه المعلم مع زملاء العمل :-
ومن المشكلات التي تواجه المعلم مع زملاء العمل , وتؤثر على شخصيته من الناحية النفسية والاجتماعية , وتجعله غير مرتاح نفسياً في العمل داخل المدرسة , وتسبب له توتراً وقلقاً , هي عدم تعاون الزملاء مع بعضهم البعض وقلة تبادل المعلومـات العلمية , وضعف العلاقات الإنسانية والاجتماعية فيما بينهم , وخلافات الزملاء في العمل مع بعضهم البعض , وهذا من شأنه أن يُحْدِث المشاكل مع الزملاء فيما بينهم , ويسبب ضيقاً نفسياً للمعلم , وينعكس ذلك سلبياً على سير العملية التعليمية , إذ يجب على جميع معلمي المدارس أن يعملوا مع بعضهم من أجل تحقيق الأهداف التعليمية المتمثلة في بناء وإعداد شخصية الطالب إعداداً جيداً , ومتكاملاً من الناحية العلمية والثقافية والاجتماعية والنفسية , ولا يتم ذلك إلا من خلال تعاون وتفاهم المعلمين من خلال العمل الجماعي المشترك , فعلاقة المعلمين ببعضهم البعض لها جانب كبير من الأهمية , لأن لها تأثير كبير على سير العملية التعليمية .
وفي دراسة حول المشكلات التي تواجه المعلمين والمعلمات يشير , سالم سليمان , 1982 , إلى أن أهم المشكلات التي تواجه المعلمين هي : صعوبة التعامل مع الزملاء في العمل , ومع مدير المدرسة, وصعوبة التعامل مع المشرف التربوي
( يزيد سورطي , 2000 : 217 )
وفي دراسة أخرى يضيف , محمد عبد العليم موسى , 1984 , العديد من المشكلات التي تواجه عضو هيئة التدريس , ومن بينها , ضعف العلاقات الاجتماعية بين بعض زملاء العمل . ( عنتر محمد , 1994 : 186 )
مشكلات تواجه المعلم مع الطلبة وأولياء الأمور :-
إن ظروف العمل داخل المدرسة , وبخاصة في الفصل الدراسي , تعكس واقع العملية التعليمية , حيث يواجه المعلمون الكثير من المشكلات فيما يتعلق بالطلبة , خلال العمل اليومي الدراسي , وهي تثير المعلمين من الناحية الشخصية والنفسية , وتسبب لهم مشكلات نفسية وشخصية واجتماعية , يعانون منها , وتسبب لهم التوتر والقلق وسوء التوافق النفسي والاجتماعي .
ولعل من أبرز المشكلات النفسية للمعلمين القلق , الذي يعتبر من أهم الظواهر النفسية التي تؤثر على الفرد , وقد احتل القلق في الآونة الأخيرة مكان الصدارة بين المشكلات النفسية والاضطرابات إلى درجـة أن بعضهـم أطلق على هـذا العصر الـذي نعيـش فيـه عصر القلق .
وأظهرت الدراسات أن هناك 15% من أفراد المجتمع يعانون من القلق على مدار العام , ومن ناحية أخرى افترض بعض الباحثين أن القلق هو الاستجابة المبدئية لمواقف ضـاغطة , وأن تعقد الموقف يصل إلى درجة لا يمكن التحكم فيها.
( بدر الأنصاري , 2004 : 338 )
وتشير دراسة مارك ودينس , 1985 , إلى أن من أسباب قلق المعلمين من ذوي الخبرة في التدريس 5-15 سنة , في نقص الأجور , وتدنـي المكانـة الاجتماعيـة , وسوء العلاقة مع إدارة المدرسة .
وفي دراسة أخرى قام بها سليمان الخضري ومحمد سلامة , 1982 , توصلت إلى أن أهم المشكلات التي عبر عنها المعلمون والمعلمات بدولة قطر كانت تتعلق بالمعاناة من التعب , الإجهاد , الملل , الكآبة , الشعور بالقلق , وعدم الاستقرار , يليها الشكوى من قلة الأجور . ( صلاح مصطفى , 1988 : 8 – 10 )
ومن المشكلات التي تواجه المعلمين في مجال مهنة التعليم , الإنهاك والتعب , فقد أكدت دراسة قام بها مراد عبد الغفار , 1991 , إنتشار ظاهرة الإنهاك النفسي بين المعلمين والمعلمات بنسبة تتراوح ما بين 77% إلى 80% , وأن مصادر المشكلات والضغوط السائدة في مهنة التعليم تتركز في نوعية العلاقات الشخصية مع التلاميذ بالإضافة إلى علاقة المعلم بالمشرفين والزملاء . (عويد المشعان , 2000 :205 – 206)


وتتلخص أسباب هذه المشكلات في الآتي :-
1. كثرة الطلبة المشاغبين داخل الفصل الدراسي , وعدم احترام وتقدير بعض الطلبة للمعلم وتقديره .
2. كثافة الطلبة داخل الفصل الدراسي , مما يصعب على المعلم ضبط النظام داخل الفصل وشرح الدرس .
3. قلة دافعية التعلم لدى الكثير من الطلبة , وإهمال الأسرة وقلة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم في البيت , وضعف التواصل مع المدرسة , وكثرة غياب الطلبة .
4. الإهمال والإستهتار واللامبالاة , وعدم الإهتمام من قبل الطلبة , وعدم تطبيق اللوائح المدرسية التي تعاقب الطالب المشاغب والمقصر .
وقد أجريت دراسة عن المشكلات التي تواجه المعلمين أجراها كل من , تايلور ودروكن , 1965 : Taylor & Drokin , على 136 معلماً , توصل الباحثان إلى أن المشكلات التي تواجه المعلمين تتمثل في : القدرة على ضبط وإدارة الصف , وتقويم التلاميذ , ونقص الأدوات والمصادر , واستخدام طرق التدريس المناسبة , والعلاقة مع أولياء الأمـور , وحفظ النظام بصفة عامة . ( شاكر أحمد , همام زيدان , 1994 : 6 )
وتوصلت دراسة جابر عبد الحميد , وسليمان الشيخ , 1988 , إلى أن أهم المشكلات التي تواجه المعلمين تتمثل في : عدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم , وتدني مستوى التلاميذ , وزيادة عدد الطلاب في الفصول , وقلة الأجهزة والوسائل التعليمية , وعدم وجود فناء معد للرياضة .
(أمينة العمادي , 1995 : 133)
مشكلات تواجه المعلم مع الإدارة المدرسية :-
تتفق النظم التعليمية بأن دور مدير المدرسة مهم وقيادي في سير العملية التعليمية وتنظمها , وذلك من خلال توطيد علاقته بالمعلمين القائمة على الحب والإحترام والتقدير والتعاون المتبادل , فالعلاقات السيئة بين المدير والمعلمين تؤثر في العمل داخل المـدرسة , والعملية التعليمية , وتؤثر على نفسية المعلمين والطلبة , ومن ثم تؤدي إلى كثير من المشكلات بين إدارة المدرسة والمعلمين .
وتتمحور مشكلات المعلم الناتجة عن سوء علاقته بالإدارة المدرسية في الآتي :-
1. قلة الإهتمام والتعاون الكافي بين إدارة المدرسة والمعلمين .
2. الاهتمام بالنواحي الإدارية , على حساب العملية التعليمية , فلا تهتم بشؤون المعلم ومطالبه وكما لا تهتم بالأمور المتعلقة بالطلبة .
3. تحيز إدارة المدرسة في التعامل مع بعض المعلمين , ومعاملة الإدارة لبعض المعلمين بأساليب غير مقبولة , ومجاملة البعض الآخر من المعلمين .
وأشارت دراسة , جورج تيودري , 1982 , إلى أن المدير الذي يهتم بالعلاقات الإنسانية يؤثر بصورة إيجابية على التحصيل الطلابي , وله تأثير إيجابي أيضاً على الحالة النفسية للمعلمين والتلاميذ , بينما المدير الذي يهتم بأداء المهام والواجبات فقط له تأثير سلبي على المعلمين وعلى التحصيل الطلابي معاً .
وكشفت دراسة , الحسن المغيدي , 1996 , عن أن المديرين ذوي الأسلوب المشارك يتمتع معلموهم بمستوى من الرضا الوظيفي العالي , يفوق رضا المعلمين مع المديرين الذين يمارسون أسلوب القهر . ( الحسن المغيدي , 2000 : 16 )
ويؤكد التربويون على ضرورة توفير الجو النفسي والراحة النفسية للعاملين بالمـدرسة , وبخاصة المعلمين والطلبة , لأن ذلك يدعم العلاقات الإنسانية بينهم , ويتطلب ذلك منهم الحرص على توفير الظروف التي تدعم استقرارهم النفسي , وتواجه ما يشعرون به من قلق أو توتر , فكلما شعروا بالأمان النفسي انعكس ذلك على أدائهم , وجعل معاملتهم لبعضهم البعض تتصف بالهدوء والتعاون والتفاهم والابتعاد على الاندفاع. ( محمود الشيخ , 2007 : 38)

ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بالمعلم والعناية به من جميع جوانب حياته الشخصية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية , والعمل على حل المشكلات والعقبات والصعوبات التي تواجهه, والتعرف على همومه الشخصية والنفسية , وأسبابها .
وينبغي أن تحظى صحة المعلم النفسية باهتمام كبير , سواء أكان عند اختيار المعلمين, أو خلال أدائهم لعملهم , لأن أي نقص في مستوى الصحة النفسية يعكس أخطار جسيمة ونفسية على التلاميذ . ( محمد الطحان , 1996 : 327 )
وأشارت دراسة ديوسيك , ( 1975 : Dusek ) , إلى أن تفاعل المعلم مع التلاميذ يؤثر على مفهوم الذات لديهم , وأدائهم في الصف , وبالتالي يؤثر على توافقهم النفسي , إذ أن هناك ارتباطاً موجباً بين تقبل الفرد لذاته وتوافقه النفسي .
( مصطفى كامل , 1987 : 221 )
ويشير شنايدر , أيضاً إلى أن تكيف المعلم وصحته النفسية يؤثران في سلوك التلاميذ تأثيراً بالغاً . ( محمد الطحان , 1996 : 333 )
إن الهدف من تناول هذه المشكلات من وجهة نظر الباحث ليس لغرض توجيه الإتهامات والإهمال والتقصير إلى الأشخاص المسؤولين أو إلى الجهات ذات العلاقة بالتعليم أو أي جهة ما , وإنما من أجل معرفة هذه المشكلات والصعوبات والسلبيات التي تواجه المهنة بشكل عام , والتعرف على مدى حدة وعمق هذه المشكلات والسلبيات , ومدى تأثيرها على القائمين على مهنة التعليم من الناحية الشخصية والنفسية والاجتماعية والمهنيـة , وبخاصة المعلم الذي يعتبر العنصر الأساسي والفاعل في مهنة التعليم , إن مواجهة هذه المشكلات ومعالجتها والتصدي لها يعد أمراً ضرورياً من أجل تطوير العملية التعليمية , وبيان حجم وطبيعة المشكلات التي تواجه المعلمين وتقديمها للمسئولين لإتخاذ ما يرونه صالحاً ومناسباً , أو على الأقل الحد أو التقليل منها
مشكلات المعلمين النفسية قيد الدراسة :-
تعني المشكلات النفسية كل ما يتعرض له المعلم في حياته من ضغوط وصعوبات , سواء في العمل أو خارجه , وتُشعره بالإحباط والقلق والتوتر , والفشل في تحقيق أهدافه , وتؤثر على كفاءته وتوافقه , وكل ما يثير لدى المعلمين من الشعور بعدم الإرتياح والملل والضيق وتقلب المزاج في تفاعلهم مع الحياة , وعدم الرضا عن المهنة , وينعكس ذلك سلباً على المعلم في حياته وتسبب له الضيق والقلق والتوتر وتؤثر في انجازه وكفايته في العمل , والمعلم مثله في ذلك مثل جميع أفراد المجتمع , تسوء صحته النفسية نتيجة لمواجهة الصعوبات والمشكلات والإحباطات التي تقف أمام تحقيق الأهداف التي يسعى إليها , وعدم إشباع حاجاته الأساسية تجعله يعاني من القلق , فالمعلم الذي لا يحظى بالتقدير والإحترام من إدارة المدرسة والزملاء في العمل تجده غالباً ما يعاني من القلق , لأن الحاجة للتقدير حاجه أساسية تؤثر عليه من الناحية النفسية , كما تؤثر على تكيفه وتوافقه النفسي .
وهناك دراسات كثيرة ومختلفة حاولت أن تحدد العوامل والأسباب التي تساهم في سوء تكيف المعلمين , ومنها كما أشار جيتس وآخرون , 1948 , عوامل تساهم في سوء التكيف هي قلة المرتب , وضـغط العمل , والإدارة , وعـدم الأمـان الوظيفي .
( محمد الطحان , 1996 : 335 )
وفي دراسة أخرى عن مشكلات المعلمين النفسية التي تواجه معلمي الثانويات , أوضح حسن لداري , 1981 , أن المشكلات النفسية التي تواجه معلمي الثانويات , تتمثل في : كثرة أعداد الطلبة في الفصل , وغياب الطلبة وهروبهم , وإهمالهم للواجبات المدرسية , وضعف المرتبات , وقلة وجود حوافز مادية للمعلم الممتاز , وقلة التفاهم مع الإدارة , وقلة استخدام الوسائل التعليمية . (كميل غبرس , نبيل خليل , 1991 : 12 )
وتضيف دراسة مفتاح عبد العزيز , 1995 , جملة من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والترفيهية لدى المعلمين في البيئة الليبية , تظهر في أنهم لا يحظون من المجتمع بالإحترام الذي يليق بهم , والشعور بقسوة الحياة والشعور بالقلق وعدم الارتياح وارتفاع الأسعار والدخل غير الكافي لشراء الحاجات , وعدم وجود أماكن ترفيهية مناسبة , وكـانت هـذه الـمشكلات تحتل الترتيب الأول والثاني مـن بين عـدد 36 مشكلة . (مفتاح عبد العزيز : 1997 , 294 )

والحياة العصرية تسبب ارتفاع نسبة الأمراض العقلية ومشكلات الصحة النفسية بالنسبة لجميع الأفراد , بما فيهم المعلمون , فإذا ذكرنا الأهمية لمهنة التعليم وأهمية أن يتمتع المعلمون بكامل الصحة النفسية والعقلية , لكي يستطيعوا أن يقوموا بأعمالهم على الوجه المطلوب , وإن أحد اهتمامات علم النفس أن يكون المعلمون على أحسن ما يكون من الناحية النفسية , والتكيف والتوافق الشخصي والإنفعالي , وإن مهنة التعليم في الواقع تتطلب أن يكون المعلمون متزنين وقادرين على مواجهة الضغوط والمشاكل , وعلى تحمل تصرفات التلاميذ .
(فاخر عاقل , 1971 : 613 )
وأشار العمادي , 1995 , إلى أن أكثر المشاكل التي يعاني منها المعلمون بصفة عامة , ترجع إلى البيئة المدرسية ومنها ما يتعلق بالمعلم بصفاته الشخصية والنفسية .
( أمينة العمادي , 1995 : 111 )
وإن عدم الإهتمام بحل المشكلات النفسية التي تواجه الأفراد أو المعلمين أو الطلاب كما يراها محمد موسى , 1989 , تؤدي إلى ضعف العلاقات الإنسانية داخل المدرسة أو المؤسسة , ومن بينها كثرة التغيب , وانخفاض الأداء في العمل , والخلافات والشكاوى , والنزاع بين الأفراد . ( محمود الشيخ , 2007 : 36 )
ويعنى الباحث في هذه الدراسة بالمشكلات النفسية والمتمثلة في القلق والتوتر والإحباط , وما يرتبط بها من مظاهر نفسية أخرى , باعتبارها مشكلات تواجه الفرد وتحُدَّ من تكيفه وتوافقه الشخصي والنفسي والاجتماعي , وتنعكس بدورها على أدائه المهني , وتحول دون تحقيق الحاجات التي يسعى إلى تحقيقها
المشكلات النفسية .
وسوف نتناول المشكلات النفسية الثلاث بشيء من التفصيل على النحو التالي :-
القـلـق :-
القلق شعور عام ينشأ لدى الإنسان من مواقف يتوقع منها الخوف , وهو حالة داخلية لدى الإنسان غير سارة من التوتر والشعور بالخوف والرهبة وعدم الراحة والحساسية النفسية الزائدة من مواقف الحياة الضاغطة , وغالباً ما يتعلق بالمستقبل المجهول , وهو أيضاً حالة إنفعالية تتمثل في مشاعر الخوف والهم والضيق والألم الشديد الذي يمتلك الإنسان نتيجة توقع حدوث شيء غير سار وخطر غامض يهدد أمنه وسلامته النفسية .
ومفهوم القلق مألوف عند علماء النفس , وشاع استخدامه لكونه من الموضوعات ذات الأهمية في ميدان علم النفس , ولقد ازداد عدد الدراسات النفسية الخاصة بالقلق بزيادة المشاكل والضغوط البيئية التي يتعرض لها الإنسان وبصفة مستمرة في هذا العصر .
والقلق كما يعرفه , فرويد , نوع من الإنفعال المؤلم يكتسبه الفرد ويكونه من خلال المواقف التي يصادفها . ( أديب الخالدي , 2002 : 116 )
والقلق حالة انفعالية توترية تنشأ عن صراع داخلي لدى الفرد من شأنه أن يقلل فاعليته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والشخصية , وأن يجعل منه شخصية مترددة فاقدة الثقة بنفسها وبالناس شديدة الحساسية والإنفعالية " .(عمر الشيباني , 1987 : 274 )
ويرى , يونج , أن القلق هو استجابة وخبرة انفعالية وهو المحور الذي تدور حوله غالباً معظم الاضطرابات النفسية , وعندما يكون في درجة مناسبة يصبح بمثابة الدافع .
( إنتصار الصبان , 1999 : 216 )
إن القلق حالة انفعالية نفسية يتداخل فيها الخوف ومشاعر الرهبة والحذر والتحفز , ومواجهة المستقبل أو الظروف المحيطة , ويعتبر القلق أحد المشاعر التي تساعد على بقاء الإنسان , وتشحن هممه في المواقف الصعبة .
( وليد سرحان , عدنان التكريتي , محمد حباشنة , 2004 : 11 )
ويصف عبد السلام عبد الغفار , 1976 , القلق بأنه خبرة غير سارة يعاني منها الفرد عندما يشعر بخوف أو تهديد من شيء دون أن يستطيع تحديده تحديداً واضحاً , وغالباً ما تصاحب هذه الحالة بعض التغيرات الفسيولوجية أو التوتر , وفقد القدرة على السيطرة , وعدم القدرة على التفكير بصورة مناسبة .
(عبد السلام عبد الغفار , 1976 : 119 )
ويرى بودلسكي , Podolsky , أن أساس القلق هو إدراك الفرد بأن حياته محدودة ولابد أن تنتهي بالموت , مما يهدد خططه المستقبلية , أما مدرسة التحليل النفسي فترى أن القلق منشأه التعارض بين مبدأ اللذة , ومبدأ الواقع , وهذا التعارض يؤدي إلى الإحباط .
(إنتصار يونس , 2002 : 391 – 392 )
ويعتقد فرويد بأن القلق يعد مصدراً للدافعية يمكن أن يؤدي إلى نتائج جيدة أو سيئة , ولقد ذهب ماندلر سارسون إلى أبعد من ذلك فوضع نظرية عن دافعية القلق وحدد وظيفته في استثارة الاستجابة المناسبـة , والتي لها علاقة بالموقف الاختياري , حيث يؤدي إلى التقليل والإضعاف من كفاءة الأداء . ( حسن محمد , 1999 : 19 – 21 )
الـتـوتـر :-
يتعرض المعلمون كغيرهم من أصحاب المهن الأخرى أثناء عملهم للعديد من المواقف والصعوبات والمشاكل والضغوطات والإحباطات التي تـزيد مـن تـوترهم وتؤثر عـلى أدائهم وفاعليتهم .
وفي هذا الخصوص يشير محمد دايراني , 1992 إلى أن كثيراً من الدراسات التربوية أكدت على أن مهنة التعليم من أكثر المهن التي تسبب توتراً نفسياً .
( فهد اللميع , 2004 : 115 )
ويرى فلتشروباين Fletcer & Payne : 1982 , بأن التوتر هو نتيجة حالة عدم التوازن بين الحاجات والرغبات الشخصية للفرد وبين العقبات التي تحول دون تحقيقها .
وتشير دراسة كل من كارياكو , وزميله , والمعنونة بـنموذج من التوتر عند المعلمين , إلى أن تحديد المصادر المحتملة للتوتر عند المعلمين , والتي يمكن أن تكون إما مصادرها نفسية , مثل العلاقة السيئة مع الزملاء , أو ضغط العمل , أو مصادر جسدية مثل : التدريس المتواصل دون فترة راحة بين الحصص , والضوضاء داخل الصف , وقد تكون مصادرها نفسية وجسدية في آن واحد , كما أشارت الدراسة أيضاً إلى أن المستويات العليا من التوتر ينجم عنها صعوبات جسدية ونفسية .
( سامح محافظة , 2001 : 187 – 191 )
ولقد أشارت الأبحاث في أمريكا إلى أن أكثر المهن إثارة للتوتر النفسي هي تلك المهن ذات العمل المتكرر الممل , وكان على رأسها التمريض ومهنة الخدمة الاجتماعية, والتعليم . ( محمود حسين , 1994 : 265 )
الإحبـاط :-
الإحباط حالة إنفعالية يشعر بها الفرد عندما يجد عائقاً يحول دون تحقيق أهدافه وإمكاناته وغاياته التي يسعى إليها , والإحباط يعني وجود عائق يواجه الفرد ويحول دون إشباع حاجاته , أو توقع حدوث هذا العائق في المستقبل .
ويسعى الإنسان دائماً إلى تحقيق أهدافه ومطالبه وحاجاته في هذه الحياة , وهذه الأهداف بعضها يكون سهل التحقيق والبعض الآخر يحتاج منه جهداً ووقتاً كبيرين لكي يصل إلى أهدافه , وقد يفشل في تحقيق هذه الأهداف , بسبب عائق يحول دون ذلك مما ينشأ عنه الإحباط .
ويصف سليمان العميان , 2002 , الإحباط بأنه شعور أكثر منه واقعاً ,وهذا الشعور يتكون عندما يواجه الإنسان أنواعاً من الصعوبات التي تحول دون أهدافه .
ويعرفه حسن خير الدين , بأنه : العملية التي تتضمن إدراك الفرد لعائق يحول دون إشباع حاجاته , أو توقع الفرد حدوث هذا العائق في المستقبل .
(رجعة الفاخري , 2003 : 14 )
وقد يجد المعلمون أنفسهم محاطين بعدد من المشاكل التي تواجههم ولا يمكن السيطرة عليها , وغالباً ما يصابون بالإحباط وعدم الرضا . ( الهلالي الشربيني , 1995 : 151 )
ويترتب عن عملية الإحباط لدى الفرد نتائج نفسية سيئة فهو حالة إنفعالية غير سارة لدى الفرد , تؤدي بها إلى إرهاق جهازه العصبي , وتسبب التوتر النفسي , ويتوقف عليه شدته وخطورته , وأن أهمية الهدف والحاجة ترتبط بها , فكلما زادت أهمية الهدف أو الحاجة كان الإحباط أكثر شدةً وتأثيراً على صحة الفرد النفسية .
( محمد الطحان , 1996 : 207)
ويشير فاخر عاقل , 1971 أن الإحباط الذي يصيب المعلم نفسياً لا يأتي كله من المجتمع , بل إن بعضه يأتي من علاقة المعلم بزملائه والإداريين , وبعضه يأتي من الطلاب . ( فاخر عاقل , 1971 : 623 )
وجاء في دراسة فاكلوجين وزملائه , عرض سلسلة من النتائج من المقابلات التي أجراها باحثون مع 85 مدرساً توصلوا من خلالها إلى قائمة من الإحباطات المتشابهة , وتم تصنيفها إلى : مشكلات تتعلق بالفصل الدراسي , وأخرى بنقص الموارد , وسوء الإدارة , وبالشعور بالعزلة , وبنقص التقدير والاحترام .
(الهلالي الشربيني , 1995 : 156 )
يشعر الفرد عادة بالإحباط في حالة وجود عائق يمنعه من تحقيق هدف شخصي أو في حالة شعوره بالعجز عن القيام بأي عمل لتغيير الموقف غير المرغوب فيه , وفي الغالب يتجسد رد الفعل في إنفعال الغضب . ومن الطبيعي أن يصاحب ذلك إفراز للهرمونات التي ترتبط بالمواقف الضاغطة . ( علي عسكر , 2003 : 86 )
تباين أداء المعلمين في ضوء بعض المتغيرات الديمغرافية :-
ولبيان أثر المتغيرات الديمغرافية ومهنة التعليم نورد نتائج بعض الدراسات , ومن هذه الدراسات ما يلي :-
• دراسة بيرك وكرين جلاس , Burke & Creeglass : 1994 , التي هدفت إلى معرفة تأثير عدد من المتغيرات الديمغرافية النفسية على الاتجاهات نحو مهنة التعليم والرضا عنها , فتبين أن اتجاهات الذكور نحو العمل أفضل من اتجاهات الإناث , وأن اتجاهات أصحاب الخدمة الأطول في التعليم أفضل من اتجاهات أصحاب الخدمة الأقل .
• دراسة كوتس وثورسن , Coates & Thoresen : 1976 , التي قارنت بين المعلمين المبتدئين والمعلمين من ذوي الخبرة في نوعية المشكلات , وكانت أهم المشكلات بالنسبة للمبتدئين هي قلة الوقت , والصعوبات مع التلاميذ , وكثرة أعداد الطلاب في الفصل , ونقص المصادر التعليمية بينما تمركزت مشاكل المعلمين من ذوي الخبرة حول قدرتهم على الضبط والنظام ومحبة التلاميذ لهم , ومعلوماتهم عن مادة التدريس وكيفية التعامل مع الزملاء وأولياء الأمور .
• دراسة بتلر وسميث , 1989 : Butler & Smith , حيث قارن فيها بين المعلمين المبتدئين ممن لديهم خبرة خمس سنوات , وبين بعض المتغيرات , مثل: الضغط الوظيفي والمشكلات باختلاف عامل السن وسمات الشخصية , وتوصل الباحثان إلى عدم وجود فروق بين فئات العينة بشأن مستويات الضغط الوظيفي .
(أمينة العمادي , 1995 : 125 )
• دراسة شكري نزال , 1994 , هدفت إلى التعرف على أثر كل مرحلة من المراحل التعليمية , من حيث الجنس , المؤهل , الخبرة , على الاتجاه نحو مهنة التدريس لدى معلمي المرحلتين الابتدائية والثانوية وتوصلت إلى النتائج التالية :-
إن المعلمات أكثر إيجابية في اتجاهاتهن نحو مهنة التدريس من المعلمين , وعدم وجود تأثير للمؤهل على الاتجاه نحو مهنة التدريس , وجود تأثير لمتغير الخبرة على الاتجاه نحو مهنة التدريس , فالمعلمون الأكثر خبرة بالتدريس كانوا أكثر إيجابية في اتجاهاتهم نحو مهنة التدريس من المعلمين الأقل خبرة , وأن اتجاهات معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية نحو مهنة التدريس كانت أكثر إيجابية من اتجاهات معلمي ومعلمات المرحلة الثانوية نحو مهنة التدريس .
( الجميل شعلة , نجوى عبد العزيز , 1998 : 130 )
دراسة عدلي فرج , 1961 , هدفت إلى معرفة أسباب الرضا وعدم الرضا عن العمل , والتعرف عن العلاقة بين الرضا عن العمل وبعض المتغيرات وهي: الحالة الاجتماعية , المؤهل العلمي , السن , الجنس , واشتملت العينة على 196 معلماً ومعلمةً , توصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة بين المعلمين والمعلمات في الرضا عن العمل , حيث كانت المعلمات أكثر رضا من المعلمين كما أكدت وجود علاقة بين الرضا وكل من متغيرات الحالة الاجتماعية والسن والمؤهل العلمي .
(العارف الغندور , فرحات السيد , 1992:82)
دراسة بايرن , 1991 : Byrne , التي درس فيها علاقة المرحلة التعليمية التي يقوم المعلم بالتدريس لها وبالاتجاهات نحو مهنة التدريس , بينت النتائج إلى أن الشعور بالضغط والمشاكل النفسية وعدم الإرتياح من ممارسة مهنة التعليم يزداد كلما تدني مستوى المرحلة التعليمية , وكذلك بينت النتائج إلى أن عاملي الجنس والعمر ليس لهما تأثير من الشعور بالضغط والمشكلات وأن عدم الارتياح من ممارسة مهنة التعليم يزداد كلما تدنى مستوى المرحلة التعليمية
( حسين الشرعة , جمال الباكر , 2000 : 161 )
أولا: نظرة الإسلام إلى تعليم المرأة و عملها :
ينظر الإسلام إلى المرأة على أنها قاعدة المجتمع الذي يصلح بصلاحها وينهار بفسادها . ومن ثم فهو يحرص على تعليمها وتأهليها لتكون أما وقوره وأختا كريمة وزوجة صالحة وينبوعا فياضا من العطف والرحمة والمودة لها ولأولادها , ولقد منحها الإسلام حق التعليم وفرضه عليها وفتح لها أبواب العلم وحث الآباء على تعليمها وإعداد عقلها وخلقها , وفي الحديث الشريف :(من كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها , ورباها فأحسن تربيتها , و غذاها فأحسن غذاءها كانت له وقاية من النار) (البخاري كتاب الانبياء48)
وقد أباح لها الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج والسؤال عن دينها في لمسجد بدون اذن زوجها إذا أمتنع عن السؤال لها .وفتح الرسول الكريم بيته ومسجده لتعليمها العلم النافع وأوجب الله تعالى على أمهات المؤمنين تلاوة القرآن وتعلم العلم بقوله تعالى : ( و إذكرن مايتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) (سورة الاحزاب اية 34)
ويجب أن تعلم المرأة المسلمة أن وراءها أصواتا مغرضة توحي إليها بارتياد ما يرتاده الرجل من الأعمال لتقف منه موقف الند ومادون ذلك من الأعمال . وأن العودة إلى البيت يعتبر تخلفا ونكسة إلى الوراء . وفضل الإسلام المرأة لعظيم دورها وسمو مكانتها وخطر مسؤليتها .وأن عملها في البيت رسالة شاقة تساوي رسالة الرجل إن لم تفقها في الأجر
(1)                        فقد جاءت أسماء بنت يزيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله :(إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء فآمنا بك وأتبعناك , ونحن معشر النساء مقصورات مخدورات قواعد بيوت ومواضع لشهوات الرجال وحاملات أولادهم وإن الرجال فضلوا علينا بالجماعات وبشهود الجنائز واذا خرجوا إلى الجهاد حفظنا لهم اموالهم وربينا لهم أولادهم أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله ؟ فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : أنصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النساء أن أحسن إتباع احداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعه الموافقته يعدل كل ما ذكرت الرجال)( رواه الطبراني في تفسيره : 3/4,143/31)
  أو كما قال صلى الله عليه وسلم :
(1)                        إن مقياس المجتمع الأفضل يكون في المرأة الكاملة في أمومتها والمؤهلة لتزويد الأمة بجيل صالح . فعمل المرأة في بيتها أجر وصدقة وتكفير عن الذنوب ورفع الدرجات . لقد كانت سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم أكثر النساء عملا في بيتها وخدمة زوجها ويكفي المرأة بعد ذلك أن يعتبر حملها وولادتها رباطا في سبيل الله , ( المرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها كالمرابط في سبيل الله . فإن ماتت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد ) ( للطبراني في الكبير).
(1)                        فللمرأة دور عظيم في ابراز خير أمة للمجتمع الإسلامي . ولا ريب في أنه لو أريد لهذه الأمة أن تنهض كما نهضت من قبل وأن تحتل مكانها المنوط بها والذي شرفها الله به فيجب عليها( محمد على البار ص 58)
:
1-   أن تحسن تربية المحاضن الأولى
2-   أن تحسن تهذيبهن بآداب الإسلام وتعليمهن علومه .
حتى تتحول فعلا إلى مدرسة كما قال حافظ إبراهيم رحمه الله :
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
ثانيا- نبذة عن تاريخ تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية :
(1)                        إن أنتشار تعليم البنات في المملكة العربية السعودية خلال العشرين سنة الماضية يمثل مدى التطور الهائل الذي حققته البلاد في ميدان التربية والتعليم والمعروف أن الكثير من البلدان العربية سبقت المملكة في ميدان تعليم البنات بفعل مجموعة من الأسباب التاريخية , والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من الأسباب التي جعلت البلاد العربية تسبق المملكة في تعليم البنات(أحمد منير مصلح. 1402 هـ ص 67)
.
فقبل عام 1380/1960 لم يكن في المملكة تعليم رسمي للبنات أو مدارس حكومية لتعليم البنات والأشراف عليه . وبالرغم من ذلك فقد كانت الفتاة السعودية تحقق طموحها العلمي في التعليم عن طريق المنزل والكتاتيب والمدارس الأهلية الخاصة (عبد الوهاب أحمد عبد الواسع 1983م , ص65)وأمام النهضة الكبرى للبلاد وتطورها المستمر بدأ تعليم البنات في المملكة يسير بخطوات وساعة لتواكب التطور السريع .
تأسيس الرئاسة العامة لتعليم البنات :
كأن تأسيس الرئاسة العامة لتعليم البنات سنة 1380هـ اذانا من الدولة بفتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية من قرآن ومواد عقائدية وغير ذلك من ألوان العلوم تتمشى مع عقائد الدين , كإدارة المنزل وتربية الأولاد وتأديبهم . وهكذا فأهم ما يمتاز به تعليم البنات في المملكة أنه يقوم على :( أحمد منير مصلح 1402ص67 )
1-   تعليم الشريعة الإسلامية
2-   الفصل بين الذكور والإناث وعدم الإختلاط في جميع المراحل ماعدا مرحلة رياض الأطفال
3-   الرئاسة العامة لتعليم البنات هي بمثابة ( وزارة التعليم النسوي ).
وحيث أن المجتمع السعودي مجتمع إسلامي بالدرجة الأولى ومن أهم خصائص المجتمع الإسلامي أنه يراعي طبيعة النساء وفطرتهن وهذا يتطلب قيام مؤسسات نسوية خاصة بهن تعني بشؤونهن . وقد هدفت الرئاسة العامة في إعداد البنت السعودية وتزويدها بالتعليم والمعرفة إلى أهداف  عدة أهمها ما يلي (عبد الوهاب أحمد عبد الواسع ص69 )
1-   إعداد الفتاة لتمارس مسؤولياتها كأم للأجيال الصاعدة على ضوء المفاهيم الإسلامية
2-   سد حاجة المجتمع السعودي بما احتواء من تقاليد وتراث إلى المثقفة المتخصصة في مختلف العلوم والمعرفة دون الخروج على هذه التقاليد .
3-   سد حاجة البلاد إلى المتخصصات في شؤون التربية والتعليم وبقية الحقول المماثلة .
4-   تيسير التعليم للراغبات منهن في ضوء امكاناتهن للحصول على اعلي الدرجات العلمية الجامعية .
شروط خروج المرأة للعمل في المجتمع السعودي: على الرغم مما سبق , فإن ذلك لا يعني أن الاسلام يحرم على المرأة العمل خارج منزلها , إذا كانت هناك ضرورة اجتماعية يحتاج المجتمع فيها الى نساء لهن نصيب عال من التعليم والتدريب كالطب والتمريض والتعليم .
وإذا دعتها الضرورة للخروج الى العمل فعليها مراعاة شروط الشريعة الإسلامية التالية(خيرية حسن طه صابر1405/1985م , ص38/39) 
أ‌-       أن يكون وليها (زوجا كان أو أبا أو أخا ) موافقا على ذلك .
ب‌- أن تتأكد من ان المجال الذي ستعمل فيه خالا من الاختلاط مع الرجال
أن تلتزم بالحجاب الشرعي الذي فرضه عليها رب العالمين
نتائج آثار خروج المرأة السعودية للعمل :
أ‌-       عمل المرأة السعودية وأثره على نفسها :
1-   احتياجها إلى خادمة لتنظيف بيتها وتربية أطفالها , وأين الخادمة التي يمكن الاعتماد عليها ؟
2-   ما الدخل الذي ستحصل عليه المرأة ليعوض المصاريف الجديدة حسب الادعاء
3-   تحتاج إلى مواصلات وملابس تناسب عملها وادوات الزينة اليس كل ذلك مصاريف ؟
4-   الناحية الاجتماعية : تفكك نظام الاسرة  عند عودة المرأة العاملة وهي متعبة وزوجها كذلك , وأطفالها بالإضافة إلى اضطرارها اخد حبوب منع الحمل حتى لاتضطر إلى البقاء في المنزل لتواجه اعباء الحمل والرضاعة على الرغم من المضار الطبية لهذه الحبوب وماتسببه من اضطرابات انفعالية ونفسية
ب‌- عمل المرأة السعودية وأثره على تربية أطفالها :هل فكرت المرأة العاملة بأن خروجها هذا سيودي الى وهن علاقتها الزوجية وارتباطها بزوجها وحاجتها اليه , مما يجعلها في لحظة قادرة على هجر بيتها وزوجها لتفي بالتزاماتها العملية , وإلى أن تعتمد على غيرها من المرضعات والحاضنات للعناية به )( محمود محمد الجوهري وآخرون 1400هـ/1980م , ص 283)
هل فكرت المرأة العاملة والتي ألقت بطفلها في أحضان غيرها في طبعة الغذاء الذي سيتغذى به طفلها , وفي نوع التربية والعناية والمبادئ الدينية ؟
إن تربية الأم لأبنائها التربية الإسلامية الأساسية الواعية المدركة لأبعادها على أساس سليم يضمن لنا تربية وتنشئة سليمة على يد أمهاتهم وتبعدنا عن ماهو مستجد في الاعتماد على البديل وترك الأصل من أجل خدمة تقوم بها المرأة لمجتمعها .
إن هدم أي كيان يبداء في جعل من هو داخل في هذا الكيان خارجه ومن خارج الكيان داخله . وهذا هو الحال بالنسبة لأمر التربية بين الأم والخادمات اللواتي  لا يعرف مستوى تفكيرهن ومبادئهن ويحق لنا التساؤل في هذا : من هو أولى بتربية أبناء المجتمع ؟ هل هن الأمهات أم الخادمات ؟ وهل هناك مكسب للمجتمع أغلى وأثمن من أن تقوم كل أم بتربية أبنائها رجال المستقبل وأمهات الغد ؟
ت‌- عمل المرأة السعودية وأثره على النظام الأسري : إن من نتائج خروج المرأة الى العمل تقويض كيان الأسرة وتخلخل الروابط الأسرية . وقد يؤدي خروجها الى تعلقها بالموضه وعيوب العصر الحديث وقد يتقلص وظيفة الأسرة في مجتمعنا فتختفي ظاهرة وجود ( الجد أو الجدة ) في بيت واحد أو يمسخ دور الأمومة فتلجأ الامهات العاملات الى الرضاع الاصطناعي بدل الطبيعي بسبب علاقات العمل ومسؤلياته من اجهاض وتوتر وافتقار للاستقرار الحقيقي للام .
 
ث‌- عمل المرأة السعودية وأثره في نشر البطالة : حدث هذا في معظم المجتمعات المعاصرة إذ نافست المرأة الرجل مجاله الطبيعي فقد تتقدم المرأة الى وظائف يحتاجها الرجل . بشهادا أعلى مقابل أن تحصل عليها حتى ولو بأجر أقل . وهذا بالطبع له أنعكاسه السئ على زيادة البطالة بين الشباب فقد يضطر الرجل الى إن يقبل على بعض الوظائف الدنيا بمؤهلات عليا خاصة
إذا كان هو رب الأسرة وعائلها فيكون العائد الاقتصادي ضئيلا جدا وخاصة عندما تقل الوظائف وتزداد الأعداد المتقدمة لها(محمد علي البار ( عمل المرأة في الميزان ) 1404هـ/1984م , ص38

(1)                        حكم الإسلام في خروج المرأة للعمل : قال الله تعالى مخاطبا نساء النبي وهن القمة في الطهر والعفة ( يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا معروفا وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة واتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ) سورة الأحزاب : آية 32/33
 (صدق الله العظيم )
فعلى المرأة أن تبقى في بيتها لتربية أطفالها وتقوم بشؤون زوجها وأطفالها , وليس معنى بقائها في البيت إلا تخرج منه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (آذن لكم في المخرج لحاجتكن ) رواه البخاري باب الآذان (162) , ص 347) بشرط أن تلتزم بالزي الإسلامي المحتشم
ان المجتمع السعودي بصفة خاصة يعاني من نقص في عدد السكان فسكان المملكة مابين 7/8 مليون نصفهم تقريبا أجانب وعرب  وفي مقالة للكاتبة ( سهيلة زين العابدين التي نشرته جريدة المدينة عدد 4883 في 29/05/140هـ , ناقشت فيه نقص السكان في المملكة وكيف يمكن التغلب على هذا الوضع الذي يعوق التنمية فاقترحت :
1-   زيادة النسل لرفع معدل السكان عن طريق تقديم معونات مالية لوالد كل طفل حتى يتمكن الفرد من تربية ابنائه وتعليمهم لنضمن الكم والكيف معا
2-   منح الجنسية السعودية لكل مسلم يظهر تفوقا في أي علم مفيد ونافع بعد التاكد من حسن سيرته وسلوكه وسلامة عقيدته خاصة المهارات المسلمة  . وكما تفعل الولايات المتحدة ففي فرنسا وروسيا مثلا تخفف الاعباء المالية والضرائب عن الأسرة التي تنجب أطفالا كثيرين .
إن خروج المرأة المسلمة للعمل في المجتمع السعودي سيؤدي الى تغيرات اجتماعية مهمة مهما ادعينا عكس ذلك وتكون النتيجة الحتمية مايلي:
1-   زيادة العمالة الأجنبية بدلا من خفض تلك العمالة وهذا هو ماحاصل الأن ونعاني منه
2-   انتشار الفوضى الاجتماعية كالتي يعاني منها الغرب ولايزال يعاني
3-   انتشار المخدرات بين الشباب والادمان عليها بسبب التفكك الاسري والطفرة الاقتصادية
4-   فقد الحنان الاسري ( الامومة) ودفء الاسرة لانشغال الامهات بالعمل وهكذا يكون خروج المرأة للعمل وبالا على المجتمع وخسارة اقتصادية واجتماعية فادحة .







- التوصيات :
يوصي الباحث بما يلي :
1. العمل على عقد اجتماعات مع أولياء أمور الطلبة من حـين لآخـر لمنـاقشة الأمور المتعلقة بالمدرسة والطلاب وحتهم على التعاون , وتوطيد العـلاقة بين المدرسة والبيت .
2. الاهتمام بالمعلمين بتسهيل صرف الترقيات والحوافز الممنوحة لهم .
3. التأكيد على الضبط المدرسي وتوعية الطلاب باللوائح التعليمية وإشراكهم في تطبيقها من خلال الروابط الطلابية .
4. تقليص أعداد الطلبة في الفصل الدراسي الواحد لكي ينعكس إيجاباً على سلوك المعلمين والتحصيل العلمي للطلاب .
5. توفير مناخ أفضل من العلاقات الإنسانية بين المعلمين في المجتمع الدراسي تسوده روح التعاون والتفاؤل , حتى يشعر المعلم بقيمته ويشبع حـاجاته النفسية , من أجل تحقيق أهداف العملية التعليمية .
6. تعاون الإدارة المدرسية مع المعلم والاهتمام بحل مشكلاته , وذلك من خلال عقد الاجتماعات الدورية .
8. إقامة محاضرات وندوات تربوية لتوعية الطلاب وزيادة دافعيتهم للتعلم .
9. الاهتمام بميزانية التعليم بما في ذلك مرتبات المعلمين وتحسين مستوى المعلم المعيشي بين أفراد المجتمع .
10. حث المعلمين على الاهتمام بالواجبات الموكلة إليهم , وكذلك محاسبة الطلبة المقصرين في أعمالهم .
11. العمل على توفير جو نفسي اجتماعي مفعم بالأمان والاستقرار الوظيفي للمعلم داخل المؤسسات التعليمية .
12. أخذ أراء ووجهات نظر المعلمين فيما يخص الصعوبات التي تواجههم في العملية التعليمية , للجهات المختصة للاستفادة منها قدر الإمكان عند دراستها للمسائل التربوية والتعليمية المختلفة , وخاصة ذوي الخبرة منهم .
13.انشاء دور للحضانه لاطفال المعلمات
14. توعية المرأة بدورها الطبيعي في الأسرة وأهمية ذلك الدور الأسري والاجتماعي


- المقترحات :
تفعيلاً لنتائج الدراسة يقترح الباحث إجراء الدراسات الآتية :
1. إجراء دراسات مماثلة للتعرف على المشكلات التي تواجه المعلمين في جميع المراحل التعليمية .
2. دراسة أثر المشكلات التي يعاني منها المعلمين في بعض المتغيرات الشخصية للمعلمين كالتوافق المهني والصحة النفسية والرضا المهني وغيرها.
3. إجراء دراسات تتعلق بظاهرتي الغش وضعف الإنضباط الطلابي للوقوف على أسبابها وطرق التغلب عليها .
المراجع
1-   أحمد منير مصلح , نظم التعليم في المملكة العربية السعودية والوطن العربي , الرياض عمادة شئون المكتبات , جامعة الملك سعود , ط2 ,1402 هـ
2-   خيرية حسن طه صابر , دور الأم في تربية الطفل المسلم , جدة : دار المجتمع 1405/1985
3-   روبرت دوترنز (مترجم ) منهج المدرسة الابتدائية القاهرة : دار الفكر العربي :1965 م
4-   عبد الغني عبود الأسرة المسلمة والأسرة المعاصرة , القاهرة دار الفكر العربي .
5-   عبد الوهاب أحمد عبد الواسع التعليم في المملكة العربية السعودية بين واقع حاضره واستشراق مستقبله , جدة : تهامة , ط2 ,1402 /1983
6-   محمد علي البار عمل المرأة في الميزان جدة الدار السعودية ط2 1404هـ/1984م
7-   مصطفى السباعي , المرأة بين الفقه والقانون ,بيروت , دمشق : المكتب الإسلامي , ط5 1382 هـ /1962 م
8-   محمود محمد الجوهري وآخرون الاخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية , الاسكندرية دار الدعوة , 1400هـ /1980م
9-   يزيد سورطي تاثير التربيه في الفلسفه المثاليه على التربيه في الوطن العربي منشور في كلية التربيه-جامعة الامارات العدد17
10-     بدر الانصاري 2004 القلق لدى الشباب في الوطن العربي دراسه ثقافيه مقارنه2004بحث مقدم لموتمركلية العلوم التربويه الثاني
11-     عويد المشعان2000الاضطرابات الانفعاليه والمعرفيه والسلوكيه والسيكو سوماتيه لدى الكويتتين قبل العدوان العراقي وبعد المجله العربيه للعلوم الانسانيه
12-     فاخر عاقل اصول علم النفس وتطبيقاته
13-     رزق عبد السميع1990الانهاك النفسي للمعلم وعلاقته بالمناخ النفسي
14-     المحمص في علم النفس التربوي ه شام عليان صالح هندي تيسير الكوفحي الطبعه الثالثه1987-1408
15-     عبدالكريم القنوني اهم المشكلات المهنيه التي تواجهه مدرسي ومدرسات المرحله الثانويه
16-     محمد محروس الشناوي العمليه الارشاديه القاهرة دارغريب للطباعه والنشر 1996
17-     روشكاالكسندور1989 الابداع العام والخاص ترجمة غسان عبد الحي ابوفخرالعدد 114المجلس الوطني للثقافه والفنون
18-     محبات ابو عميره التفوقون والرياضيات مكتبة الدار العربيه القاهرة






هناك تعليق واحد:

  1. What is the difference between a casino and a poker room? - JTM Hub
    In fact, poker rooms are not actually all 남양주 출장샵 that interesting at 광주 출장샵 first glance. There 상주 출장샵 are several varieties 김포 출장마사지 of poker in 전라남도 출장샵

    ردحذف